محتوى الصفحة
تناقش هذه الدراسة الإطار النظري لتحليل ظاهرة الاختراق، مستعرضة نظريات العلاقات الدولية التي يجري تعريف النظم المخترقة بناء عليها. من صور الاختراق المختلفة التي عددتها الدراسة: التهديد العربي- العربي، والتنافس بين الدول العربية على احتلال موقع المركز، والإرث التاريخي، والشركات المتعددة الجنسية. ناقشت هذه الدراسة أيضًا دور النخب العربية في عمليات الاختراق عن طريق ارتباطها بالقوى والمصالح الدولية. ولمست الدراسة الاختراق عن طريق اللغة، والتعليم، ووسائط الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني. كما تعرضت لما أسمته "الاختراق الخشن"، كاحتلال العراق ونشر القواعد الأجنبية. في جانب آخر، ناقشت الدراسة اختراق دول الجوار الإقليمي للوطن العربي. وترى أنّ تباين مستويات التطور في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين الدول العربية يترتب عليه تباين في مستويات الاختراق الأجنبي للدولة، أو التغلغل فيها، أو النفوذ عليها. والنظر إلى المنطقة العربية كمنظومة إقليمية واحدة، يكشف مستوى عميقًا من الاختراق العسكري والاجتماعي والاقتصادي، فالخلافات البينية تسهّل على القوى الخارجية التسلل من خلال شقوق الخلاف لاختراق الدولة والتلاعب بها.